الضربة الإسرائيلية الجديدة على قيادة حزب الله
وجهت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية والعمليات الاستخباراتية التي استهدفت كبار قادة حزب الله في لبنان، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من هيكل القيادة. كان أحدث هذه العمليات، الهجوم الذي استهدف قائد الجبهة الجنوبية علي الكركي، المعروف بمسؤوليته عن التنسيق والقيادة في المناطق الأكثر حساسية. ورغم إعلان حزب الله عن نجاته، تزامن هذا الهجوم مع تصفية قيادات أخرى في الحزب، ما يعزز النظرة إلى أن إسرائيل تنفذ إستراتيجية دقيقة لتفكيك قيادة حزب الله.
استهداف قوة الرضوان: الضربة الكبرى
جاءت الضربة الأكثر تأثيرًا في استهداف قوة "الرضوان"، الوحدة الخاصة في حزب الله التي تتولى تنفيذ العمليات الهجومية. تم تصفية قائدها إبراهيم عقيل، إلى جانب 15 من قيادات الحزب في غارة دقيقة، وفق بيان للجيش الإسرائيلي. يُعد هذا الهجوم بمثابة ضربة قاصمة لقدرات حزب الله، حيث فقد العديد من قادته العسكريين الأكثر خبرة. الغارة الجوية جاءت بتوجيه من هيئة الاستخبارات الإسرائيلية، التي يبدو أنها أحكمت سيطرتها الاستخباراتية بشكل واضح، مما أظهر تفوقًا استراتيجيًا في تحديد مواقع القيادة.
تراجع نفوذ حزب الله في ظل الاغتيالات
يُظهر هذا التراجع في قيادات حزب الله تدهورًا ملحوظًا في قدراته الأمنية. مع تزايد الاغتيالات وتصاعد العمليات الإسرائيلية، يبدو أن الحزب يعاني من ضعف غير مسبوق في مواجهة الهجمات الاستخباراتية والعسكرية التي تنفذها إسرائيل. ولعل ما يزيد من تعقيد الموقف هو أن هذه الاغتيالات تستهدف القادة ذوي النفوذ المباشر على الأرض، الأمر الذي يُضعف من بنية الحزب التنظيمية.
نصر الله: هل هو الهدف التالي؟
تتساءل العديد من الأوساط السياسية والإعلامية عن مصير الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، خاصة في ظل استهداف قيادات الصف الأول. منذ حرب 2006، قلّ ظهور نصر الله في العلن، مما أثار تكهنات حول احتمالية استهدافه هو أيضًا في ظل سعي إسرائيل لتصفية القيادة العليا للحزب. يشير المحللون إلى أن تصفية نصر الله قد تكون الخطوة التالية في هذه الحملة التصعيدية.
لماذا تتفوق إسرائيل استخباراتيًا؟
تفوق إسرائيل في الجانب الاستخباراتي على حزب الله يبرز بشكل واضح، حيث تمكنت من ضربات نوعية في عمق معقل الحزب في الضاحية الجنوبية. هذا التفوق يُعزى إلى تقنيات متطورة وقدرات عالية في جمع وتحليل المعلومات، ما أتاح لها تنفيذ هذه العمليات بدقة بالغة. من جهة أخرى، يبقى التساؤل حول مستوى الضعف الأمني في صفوف حزب الله، فكيف يتم استهداف قادة يجتمعون بشكل يومي في قلب الضاحية دون اتخاذ التدابير الكافية لحمايتهم؟
تصفية القيادة: ضربة موجعة لاستراتيجية حزب الله
بفقدان حزب الله للعديد من قادته العسكريين البارزين، تتعرض خططه الاستراتيجية لضغوط هائلة. إذ تم استهداف الكفاءات القيادية التي تتولى تنفيذ العمليات الميدانية والتخطيط على أعلى المستويات. يعتبر هذا التطور الأكثر خطورة في مسار العلاقة المتوترة بين الحزب وإسرائيل منذ سنوات، حيث تُظهر تل أبيب الآن أنها قادرة على توجيه ضربات قاسية دون الحاجة إلى مواجهة عسكرية مباشرة واسعة النطاق.
ختام: هل يتغير توازن القوى؟
الضربات المتتالية التي وجهتها إسرائيل إلى قيادات حزب الله قد تساهم في تغيير التوازن على الأرض، إذ يبدو أن الحزب أصبح في موقف دفاعي عاجز عن حماية قادته. فيما يستمر حزب الله في محاولة التعافي، تبقى أعين الجميع مترقبة لمدى تأثير هذه الضربات على قياداته وما إذا كانت ستغير حساباته في المستقبل.